ارتفاع أسعار الذهب بسبب تراجع الدولار وتصاعد التوترات

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرًا خلال تعاملات اليوم الخميس، وذلك نتيجة استفادة سبائك المعدن الأصفر من التحولات الاقتصادية والسياسية الهامة. حيث شهد الدولار وعائد سندات الخزانة الأمريكية تراجعًا حادًا، وذلك على خلفية القرار الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن معدلات الفائدة الذي أصدره مساء أمس.

تأثرت أسعار الذهب بشكل إيجابي بانخفاض قيمة الدولار، حيث أصبحت الاستثمارات في الذهب أكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى الاستفادة من تلك التراجعات. وهذا يأتي في سياق توقعات بأن البنك الفيدرالي سيظل متحفظًا في رفع أسعار الفائدة، مما يؤدي إلى تقليل فرص العوائد العالية في الأصول الأخرى.

إلى جانب التأثير الاقتصادي، استمرت المخاوف السياسية في منطقة الشرق الأوسط في دفع أسعار الذهب إلى الارتفاع. تواصلت التوترات والصراعات في المنطقة، مما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الملاذ الآمن للاستثمار في الذهب.

إجمالاً، يبدو أن الذهب استفاد من تلك العوامل المتعددة، وارتفعت أسعاره بشكل ملحوظ خلال تلك التعاملات. يجدر بالذكر أن الذهب غالبًا ما يعتبر ملاذًا آمنًا في الأوقات الغير مستقرة اقتصاديًا وسياسيًا، وهو ما يعكسه الزيادة في الطلب عليه في مثل هذه الفترات.

فيما يتعلق بالتداولات اليوم، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا. حيث ارتفعت العقود الفورية لمعدن الذهب بنسبة تقدر بحوالي 0.93٪ لتصل إلى 1,990.76 دولارًا للأوقية. وكما سُجِّل ارتفاع مماثل في أسعار عقود الذهب الآجلة التي تُسلَّم في شهر ديسمبر، حيث ازدادت بنسبة تقدر بحوالي 0.59٪ لتصل إلى 1,999.20 دولارًا للأوقية.

فيما يتعلق بأسعار المعادن الأخرى بخلاف الذهب، شهدت تغيرات مختلفة خلال التداولات. ارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة تقدر بحوالي 0.54٪ لتصل إلى 23.07 دولارًا للأوقية. بالنسبة للبلاتينيوم، فقد انخفضت أسعار عقود البلاتينيوم الفورية بحوالي 1.12٪ لتصل إلى 916.73 دولارًا للأوقية. أما عقود البلاديوم الفورية، فقد ارتفعت بنحو 0.45٪ لتصل إلى 1,117.50 دولارًا للأوقية.

تصريحات محافظ الفيدرالي ترفع أسعار الذهب

أدت التصريحات الأخيرة لمحافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، خلال المؤتمر الصحفي للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة مساء يوم الأربعاء، إلى انتعاش أسعار الذهب بعد أن كانت قد تراجعت إلى أدنى مستوى لها في أكثر من أسبوع. يعود هذا الانخفاض في أسعار الذهب إلى الخسائر التي شهدها خلال الجلسات الثلاثة السابقة.

جيروم باول أشار إلى بعض التفاؤل بشأن الاقتصاد الأمريكي خلال المؤتمر الصحفي، مما أثر إيجاباً على أسواق الأصول الذهبية. وهذا ما دفع بأسعار الذهب للارتفاع بعد فترة من التراجع المستمر.

وفيما يتعلق بأداء الذهب، فإن هذا الارتداد يُعزى جزئياً إلى الطلب المتزايد على الملاذ الآمن الذي يقدمه الذهب في ظل التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية. ومن الممكن أيضاً أن يكون الارتفاع نتيجة لتوقعات المستثمرين بشأن توجيهات البنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن سياسته النقدية المستقبلية.

بعد انتهاء اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة أمس، تم اتخاذ قرار بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير عند مستوى 5.50%. يُعد هذا الاجتماع الثاني على التوالي الذي تقرر فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عدم رفع أسعار الفائدة، إلا أن البنك أكد في الوقت نفسه استعداده لرفع الفائدة في أي من اجتماعاته المقبلة إذا استدعت الحاجة لذلك. وأشار إلى أن هذا الأمر لا يزال يبقى مطروحًا على الطاولة.

تلك القرارات والتصريحات أثرت بشكل كبير على سوق الذهب، حيث شهد الذهب ارتفاعًا في أسعاره بعد الإعلان عن قرار الاحتفاظ بأسعار الفائدة دون تغيير. هذا الارتفاع يعكس توقعات المستثمرين بشأن توجهات البنك المركزي الأمريكي فيما يتعلق بسياسته النقدية في المستقبل.

مع استمرار التوترات الاقتصادية والسياسية العالمية، يبقى الذهب خيارًا محببًا للمستثمرين كملاذ آمن، ولذلك من المهم متابعة تطورات الأسواق والأحداث الاقتصادية والسياسية لفهم كيفية تأثيرها على أسعار الذهب واتخاذ القرارات الاستثمارية المناسبة.

Gold

ارتفاع عقود الذهب بسبب تراجع الدولار وعوائد سندات الخزانة

ارتفعت أسعار العقود الآجلة للذهب بالعملة الأمريكية اليوم نتيجة تراجع قيمة الدولار وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية. يعزى هذا الارتفاع إلى توقعات المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي قد يكون قد وصل إلى ذروة معدلات الفائدة الحالية. تعتمد هذه التوقعات على التأثيرات المتأخرة لسلسلة من القرارات التي اتخذها البنك الفيدرالي لتشديد السياسة النقدية في السنوات الأخيرة، والتي لم تظهر بشكل كامل بعد.

تزايدت الضغوط على القطاع المصرفي وقطاع الإسكان والعقارات نتيجة للسياسة المتشددة للبنك الفيدرالي. هذا يعني أن الاقتصاد الأمريكي يشهد تباطؤًا في نمو القروض وارتفاع تكلفة الاقتراض، مما يؤدي إلى تأثير سلبي على الأسواق العقارية ويزيد من تحديات القطاع المصرفي.

كما شهد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية أخرى، انخفاضًا بنسبة 0.74% ليصل إلى مستوى 105.92 نقطة. وهذا هو أدنى مستوى للدولار في العشرة أيام الماضية، منذ يوم 24 أكتوبر. هذا الانخفاض في قيمة الدولار يعني أن تكلفة حيازة الذهب أصبحت أقل بالنسبة للمستثمرين الذين يمتلكون عملات أخرى، وهذا في تناقض مع العملة الأمريكية.

في نفس السياق، شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية انخفاضًا حادًا خلال التعاملات الأخيرة. هبطت عوائد السندات القياسية لأجل 10 سنوات بنسبة تقريبية 3% خلال اليوم الواحد فقط، لتصل إلى أدنى مستوى لها في أكثر من أسبوعين عند 4.650%. وذلك بعدما تجاوزت عوائد هذه السندات مستوى 5% في وقت سابق من هذا الأسبوع.

هذا الانخفاض في عوائد السندات الخزانة يشير إلى تراجع الطلب عليها نتيجة توقعات المستثمرين بشأن مستقبل السياسة النقدية والاقتصاد الأمريكي. ارتباط عوائد السندات بأسعار الفائدة، وعادةً ما يرتفع سعر السندات عندما تنخفض عوائده، والعكس صحيح. لذلك، انخفاض عوائد السندات يمكن أن يشير إلى توقعات بتباطؤ الاقتصاد أو تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي.

توقعات تثبيت أسعار الفائدة ترفع الذهب وتزيد تراجع الدولار

تشير أداة متابعة الفائدة الفيدرالي FedWatch الخاصة بـ CME Group حاليًا إلى أن هناك احتمالية تصل إلى 80% بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيقوم بتثبيت سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية في اجتماعه القادم المقرر عقده في ديسمبر. وفيما يتعلق برفع سعر الفائدة، فإن الاحتمالية تصل إلى 20% فقط.

في سياق آخر، كشفت البيانات الصادرة اليوم عن طلبات إعانات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة، والتي تشمل الفترة المنتهية في 27 أكتوبر، عن زيادة غير متوقعة في عدد الطلبات الجديدة. هذا الارتفاع الغير متوقع أثر سلبًا على قيمة الدولار الأمريكي، مما أدى إلى تراجع قيمته.

في ضوء هذا الارتفاع غير المتوقع في طلبات إعانات البطالة، شهدت أسواق الذهب زيادة في الأرباح. الذهب عادةً ملاذاً آمناً للمستثمرين في الأوقات التي تشهد فيها التوترات الاقتصادية أو السياسية، ويزداد طلبه عندما تظهر علامات على تباطؤ الاقتصاد أو عندما تنخفض الثقة في العملة الوطنية.

يُعتبر ارتفاع حيازات صندوق SPDR Gold Trust، وهو أكبر صندوق تداول مدعوم بمعدن الذهب في العالم، عادةً مؤشرًا إيجابيًا على معنويات المستثمرين في سوق الذهب العالمي. زيادة حيازات الصندوق تشير إلى زيادة الإقبال على الاستثمار في الذهب كملاذ آمن واحتياطي قيمة في ظل الظروف الاقتصادية والاستقرار المالي المتقلب.

بالتالي، يمكن تفسير هذا الارتفاع في حيازات صندوق SPDR Gold Trust بنسبة 0.2٪ يوم الأربعاء على أنه إشارة إيجابية لمعنويات المستثمرين الذين يبحثون عن مأمونية واستقرار في استثماراتهم خلال الفترة الحالية. ويُعزى هذا الارتفاع إلى تصاعد التوترات الاقتصادية والجيوسياسية التي تجعل الذهب خيارًا مغريًا للمستثمرين.

تحظى بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة بأهمية كبيرة في الأسواق المالية وتعكس حالة الاقتصاد الأمريكي. يُتوقع من هذه البيانات أن توفر مزيدًا من الإشارات حول اتجاه السوق وتأثيرها على قرارات البنك الفيدرالي بشأن سعر الفائدة.

أحدث الأخبار