توجهات الذهب والبيانات الاقتصادية الأمريكية على الدولار

الذهب

ارتفعت أسعار الذهب في السوق الأوروبية يوم الجمعة، مواصلةً للتعافي لليوم الثاني على التوالي من أدنى مستوى في أسبوعين. يأتي هذا الارتفاع في ظل استمرار التحرك في المنطقة الإيجابية، مدعومًا بانخفاض مستويات الدولار الأمريكي الحالية في سوق صرف العملات الأجنبية. هذا التطور يشجع على استفادة المعدن الثمين، حيث تبدأ السبائك الذهبية في التداول مجددًا فوق مستوى 2340 دولار، مما يعزز من جاذبيتها كأداة استثمارية في ظل تبدلات سوق العملات والاقتصادية العالمية.

يأتي هبوط الدولار قبيل صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة لشهر مارس، والتي من المتوقع أن تكون لها تأثير كبير في تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية حتى يوليو المقبل. و قد تُعتبر هذه البيانات مقياسًا هامًا للتضخم ويستخدمها صناع السياسات النقدية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي كمعيار مفضل. فهي ستوضح مدى التأثيرات التضخمية في الولايات المتحدة وتوجه السياسة النقدية المستقبلية للفترة المقبلة.

نظرة سعرية: أسعار الذهب اليوم: سجلت ارتفاعًا بنسبة 0.8٪ إلى 2,350.20 دولارًا، مقارنة بمستوى افتتاح التعاملات عند 2,332.11 دولارًا، وسجلت أدنى مستوياتها عند 2,326.34 دولارًا.

في جلسة التداول السابقة، سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.7٪، محققة أول مكسب لها في غضون الأربعة أيام السابقة، وذلك بفضل تراجع الدولار الأمريكي. و يستمر عمليات التعافي من أدنى مستوياتها في أسبوعين المسجلة في الجلسة السابقة عند 2,291.57 دولارًا للأونصة.

الدولار الأمريكي:

انخفض مؤشر الدولار يوم الجمعة بنسبة تقريبية تبلغ 0.2٪، ليعزز خسائره للجلسة الثانية على التوالي، حيث وصل إلى أدنى مستوى له في أسبوعين. هذا الانخفاض يعكس استمرار تراجع مستويات العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية.

جاء هذا الانخفاض عقب البيانات التي أظهرت أن الولايات المتحدة نمت بأبطأ وتيرة لها منذ ما يقرب من عامين في الربع الأول من هذا العام. حيث بلغ الناتج المحلي الإجمالي السنوي معدل 1.6٪، وهو أقل من توقعات الاقتصاديين التي بلغت 2.4٪. وقد سجل الاقتصاد الأمريكي نموًا بمعدل 3.4٪ في الربع الأخير من العام الماضي.

تحليل: تأثير بيانات الاقتصاد الأمريكي على أسعار الذهب

الفائدة الأمريكية:

 بعد صدور البيانات الضعيفة للنمو، ارتفعت تسعيرات العقود الآجلة لاحتمالية خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنسبة تقدر بحوالي 25٪ في يونيو المقبل، من 13٪ إلى 15٪، وزادت احتمالات الخفض بنحو 25 نقطة أخرى في يوليو من 44٪ إلى 46٪.

نفقات الاستهلاك الشخصي:

من أجل إعادة تقييم العقود المشار إليها أعلاه، يترقب المستثمرون في وقت لاحق اليوم صدور بيانات مهمة في الولايات المتحدة حول نفقات الاستهلاك الشخصي خلال شهر مارس. يعتمد مجلس الاحتياطي الفيدرالي كثيرًا على هذه البيانات لتقييم مستويات التضخم في البلاد. ومن المتوقع أن تزيد البيانات الضعيفة التي تقل دون التوقعات احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في يوليو على الأقل، مما قد يؤدي إلى تفاقم الخسائر الحالية في مستويات الدولار الأمريكي.

توقعات حول أداء الذهب:

قال محللى السوق :أصبحت أسعار الذهب الآن ثابتة إلى حد ما، حيث تظل حساسة للتوقعات المتعلقة بتخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية. ولقد شكلت إصدارات البيانات الاقتصادية الليلة الماضية بعض المعضلة مع ضعف كبير في النمو، في حين كانت الضغوط التضخمية بطيئة في التراجع. وإن التسارع الكبير في أرقام نفقات الاستهلاك الشخصي يمكن أن يزيد من التوقعات بأننا قد نرى خفضًا واحدًا فقط لسعر الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي هذا العام. وأنه في حال جاءت بيانات النفقات بأقل من توقعات السوق، سوف يرتفع تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في يوليو.

وعليه، سوف تتفاقم خسائر الدولار الأمريكي، وتوسع أسعار الذهب من مكاسبها الحالية، وقد تتداول مرة أخرى فوق 2,400 دولارًا للأونصة، إذا جاءت البيانات أسوأ كثيرًا من توقعات السوق.
حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، وهو أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب، زادت يوم أمس بنحو 1.15 طن متري، ليصل الإجمالي إلى 834.78 طن متري، وهو أعلى مستوى منذ 22 مارس الماضي.

Top of Form

تحليل التوقعات والتوجيهات لأسعار الذهب

السيناريو المتوقع

  • انهى سعر الذهب تداولات يوم أمس فوق مستوى 2325.90$، ليقدّم إشارات على محاولة إيقاف التصحيح الهابط والعودة لاستئناف المسار الرئيسي الصاعد.
  • لكنه لا يزال دون الدعم المكسور للقناة الرئيسية الصاعدة، ويواجه إشارات سلبية تقدّمها المؤشرات الفنية، مما قد يعيق مهمة السعر بالارتفاع.
  • التعارض بين العوامل الفنية يجعلنا نفضّل التوقف على الحياد إلى أن نحصل على إشارة أوضح للاتجاه التالي.
  • مواصلة الارتفاع واختراق المقاومة 2346.50$ سيعيد السعر إلى الاتجاه الصاعد ليتجه نحو تحقيق مكاسب تبدأ عند 2390.00$ وتمتد إلى 2431.45$، بينما يمثّل كسر الدعم 2325.90$ مفتاح العودة إلى المسار التصحيحي الهابط، ليتجه نحو زيارة مستوى 2260.60$ كهدف سلبي رئيسي.

نطاق التداول المتوقع :ما بين الدعم 2315.00$ والمقاومة 2355.00$.

أهم التوقعات حول أسعار الذهب فى 2024

  • تتوقع مجموعة “سيتي بنك” ارتفاع أسعار الذهب حتى 3,000 دولارًا للأونصة خلال الأشهر الستة إلى الثمانية عشر القادمة.
  • تتوقع مجموعة “جولدمان ساكس” ارتفاع أسعار الذهب حتى 2,700 دولارًا للأونصة بحلول نهاية هذا العام ،بفضل السوق الصاعد الذي لا يتزعزع.
  • توقع بنك جيه بي مورغان أن يصل سعر الذهب إلى 2,500 دولارًا أمريكيًا للأونصة بحلول نهاية عام 2024، وقال أن المعدن الثمين هو اختياره الأساسي فى أسواق السلع.
  • توقع مورغان ستانلي أن يصل سعر الذهب إلى 2,500 دولارًا أمريكيًا للأونصة بحلول نهاية عام 2024، بينما يرى بعض المحللين في البنك إمكانية وصوله إلى 2,700 دولارًا أمريكيًا للأونصة على المدى الطويل.

أراء وتحليلات

  • قال تاجر السلع الثمينة “: طالما ظل الذهب فوق مستوى 2,000 دولار للأونصة، فإنني أظل إيجابيًا بشأن المعدن.
  • قال كبير محللي السوق إن هناك ما يكفي من عدم الاستقرار في الشرق الأوسط لإبقاء المستثمرين مهتمين بالذهب كجزء من طلب الملاذ الآمن.
  • قال رئيس الأسواق العالمية  :المحرك الرئيسي للذهب على المدى القصير هو توقعات أسعار الفائدة ، هناك خطر من أن يظل الذهب تحت الضغط على المدى القصير حتى يقول مجلس الاحتياطي الفيدرالي بالفعل أن الوقت قد حان لخفض أسعار الفائدة.
  • مستقبل الذهب في ظل التوترات الجيوسياسية وسياسات البنوك المركزية
  • قال محلل السوق “: نظرًا للتطورات الجيوسياسية الأخيرة التي تدعو إلى استمرار التوترات لفترة أطول، يجد المعدن الأصفر بعض الزخم المتجدد على تدفقات الملاذ الآمن.
  • قال كبير استراتيجيي السوق: إن الارتفاع الطفيف في بيانات التضخم سيضغط على سوق الذهب ،لكن المعدن الثمين مدعوم جيدًا عند مستوي 2,000 دولار من خلال مشتريات البنوك المركزية.
  • قال كبير استراتيجي السوق ايضا :إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي فى مقعد السائق بالنسبة لسوق الذهب ،يمكننا أن نري ارتفاع كبير فى الأسعار عندما يقول شيء حول موعد تخفيض أسعار الفائدة.
  • قال كبير المحللين :التدفقات الإيجابية لصناديق الاستثمار المتداولة تدعم أسعار الذهب، بالإضافة إلى البنك المركزي الصيني ، حيث كان ثاني أكبر مشتري لاحتياطيات الذهب في الربع الرابع من العام الماضي.
  • قال محلل المعادن الذي يقدم أبحاثًا : إن المحركات الرئيسية للذهب هي ما سيحدث على جبهة أسعار الفائدة.
  • قال الخبير الاستراتيجي في بنك يو بي إس “جوني تيفيس”: هذا الارتفاع في الذهب نتج عن تراجع أسعار الفائدة الحقيقية ،بالإضافة إلى معنويات إيجابية لدى المستثمرين تجاه الذهب مما جعل السوق في اتجاه صعودي.
  • قال رئيس قسم السلع الأولية في بنك بي إن بي باريبا “جيجار بانديت”: نتوقع أن يستمر شراء البنوك المركزية على خلفية عدم اليقين الجيوسياسي ،بجانب التباطؤ في الصين الذي سيبقي النمو العالمي تحت الضغط. وعليه فإن تلك البيئة المالية غير المؤكدة ،سيظل الذهب استثمارا آمنا للبنوك المركزية العالمية.